عملية القلب المفتوح هي عبارة عن عملية جراحية يتم من خلالها اجراء شق صدري طويل للوصول الى القلب ليتم إصلاح اعتلالات متعددة اما في شرايين القلب او الصمامات او العضلة القلبية او حجرات العضلة القلبية او غيرها. يتم خلال هذه العملية تخدير المريض بشكل كامل مع الاستعانة بجهاز تنفس صناعي و كذلك بالاستعانة بمضخة خارجية اصطناعية لتقوم بتحويل مجرى الدم من القلب و الى الجسد.
مع تطور العلم الحديث، اصبح بالإمكان اجراء العديد من عمليات جراحة القلب عبر ثقوب صغيرة او شق صدري صغير بما يدعى اما بجراحة الروبوتكس (Robotics ) او ما يدعى بالعملية الجراحية المصغرة طفيفة التوغُّل (Minimal intrusive procedure ). الا و بما انه لا يزال الأكثر شيوعا لدينا هو عملية القلب المفتوح، فسأقوم بالتحدث من خلال مقالي هذا عن هذه العملية و دواعي اجرائها
أسباب و دواعي اجراء عملية القلب المفتوح :
ان الأسباب التي نلجأ اليها لإجراء عملية القلب المفتوح متعددة و سأقوم بطرح هذه الأسباب و الدواعي من حيث الأكثر شيوعا و استخداما الى الأقل استخداما. ان الحديث في هذا الموضوع قد يطول و لكن سأقوم بتبسيطه للقارئ لفهم أساسيات هذه الأسباب و بأسلوب شيق ان شاء الله.
أولا: زراعة شريانين القلب، او بما هو معروف لدى الكثير من العامة، تبديل شرايين القلب.
و هو السبب الأكثر شيوعاً، حيث يتم زراعة وصلات شريانية من الشريان الابهر وصولا الى الشريان القلبي التاجي السليم متعديا منطقة التضيق المتواجد في الشريان القلبي التاجي المصاب.
صورة تظهر الوصلة الشريانية المزروعة من الشريان الابهر الى الشريان القلبي متعديا التضيق
يتم اجراء عملية زراعة الشرايين لحالات وجود تصلب الشرايين المتعددة او المعقدة، حيث انه اذا كان هناك تضيقات او انسدادات شديدة في اكثر من شريانين من شرايين القلب التاجية او تضيق شديد في الشريان الجذعي الايسر الرئيسي، فان ذلك يُعزز اجراء عملية القلب المفتوح بديلا عن الشبكات القلبية.
و كذلك ان وجود التضيقات الشديدة و المعقدة، مثل وجود التكلسات الشريانية الشديدة، او وجود توسعات في الشرايين التاجية (مثل التوسعات التي يطلق عليها اسم أم الدم) فان ذلك يعزز اجراء عملية القلب المفتوح. و كذلك ان كان معدل الخطورة عالي مثل وجود ضعف في عضلة القلب و عدم وجود تروية مساندة من شرايين قلبية أخرى فان ذلك يعزز اجراء عملية القلب المفتوح.
و كذلك يتم اجراء زراعة الشرايين في حالات وجود تضيق في شرايين القلب مع وجود اعتلال في الصمامات القلبية كما تحدثت عن ذلك في المقال الذي يخص مرض تصلب الشرايين و علاجه (إقرأ في تصلب الشرايين).
نود التنويه هنا، انه يجب على المريض فهم المنافع من اجراء عملية زراعة الشرايين بدلا من الشبكات القلبية في هذه الحالات، و لا يجب ان يتخذ المريض قرار فردي في رفض عملية القلب المفتوح خوفا من العملية، فيجب ان يتم القرار النهائي بعد المناقشة مع اختصاصي جراحة القلب و الصدر، و طبيب اختصاصي القلب و القسطرة و الشبكات القلبية، فيجب عليه فهم المضار و المنافع من كل اجراء في هذه الحالات، و هذا ما نعمد باجرائه مع مرضانا حيث يتم الشرح الكامل للمريض مم قبل مجموعة الأطباء للوصول سوية مع المريض للقرار الصائب.
ثانيا: تبديل الصمامات القلبية
حيث يتم من خلال هذا الاجراء إزالة الصمام القلبي المريض و زراعة صمام قلبي حديث اما معدني او صمام نسيجي (اقراء في أنواع صمامات القلب المزروعة). يتم اللجوء لمثل هذه العمليات في حالات وجود اعتلالات شديدة في الصمام مثل حالات التضيق الشديد عبر الصمام او حالات وجود تهريب شديد عبر الصمام، اما حالات الاعتلال الخفيفة او المتوسطة منها فيتم مراقبتها سنويا عبر اجراء فحص الايكو.
قد يتم علاج بعض حالات تهريب الصمامات الشديدة أيضا عبر اجراء عمليات مصغرة (طفيفة التوغل) دون اللجوء الى عملية القلب المفتوح، و كذلك أمكن في الآونة الأخيرة تركيب صمامات صناعية عبر القسطرة القلبية لكل من الصمام الأبهري و الصمام التاجي، و لكن يتم الاعتماد على القسطرة فقط في الحالات التي تكون فيها عملية القلب المفتوح ذات خطورة عالية. (إقرأ في تركيب الصمامات الحديثة عبر القسطرة القلبية).
ثالثا: علاج التشوهات الخلقية
و هي مثل حالات الفتحات القلبية الكبيرة بين الأذينين او وجود تشوهات في مجرى الشرايين القلبية الامر الذي يودي الى حدوث اعراض و مخاطر على الحياة، و كذلك حالات وجود أغشية قلبية زائدة داخل الحجرات القلبية موديةً الى اعتلال في الصمام القلبي. يتم علاج هذه التشوهات عبر عملية القلب المفتوح و زرع وصلات شريانية او ازالت الأغشية الزائدة و غيرها.
رابعاً: علاج انسلاخ الابهر الصاعد
حيث ان حالات انسلاخ الابهر الصاعد هي حالات طارئة و خطيرة و يتم علاج هذه الحالات بإجراء جراحة قلب طارئة لضم الانسلاخ و منع حدوث انفجار في الابهر و زرع وصلة شريانية ابهرية جديدة مكان المنطقة المنسلخة في الشريان الابهر. و قد يتم خلال هذا الاجراء أيضا تبديل او ترميم الصمام الأبهري ان كان قد تاثر بحدوث الانسلاخ.
خامساً: زراعة القلب
و يتم اللجوء لزراعة القلب في حالات ضعف العضلة الشديد الذي لم تنجح جميع آليات العلاج الدوائي و غير الدوائي في السيطرة على اعراض الضعف. و يتم التبرع بالقلب السليم من شخص يكون في العادة في عمر الشباب و الذي يكون قد تعرض الى حادث أدى الى موت دماغي. يتم إعطاء علاجات دوائية متعددة مثبطة للمناعة من بعد اجراء عملية زراعة القلب حتى لا يتم رفض الجسد القلب الجديد المزروع.
سادساً: زراعة الأجهزة البطينية المساندة LVAD
و هي عبارة عن مضخات صغيرة تقوم على ضخ الدم من البطين الى الجسد في حالات قصور القلب الشديد، فهي مساندة للعضلة الضعيفة، و تشير الدراسات على كفائة هذه المضخات المساندة الا ان تركيب هذه المضخات لا يزال غير متوفر في بلادنا لبهظ التكلفة المترتبة عليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق